التخطي إلى المحتوى الرئيسي

(فنسي)

 #مثاني_القرآن_فيض 

#مثاني_السور_فيض 

١- ﴿فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي۝قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري۝فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي﴾ [طه: ٨٦-٨٨]

٢- ﴿فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما۝ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما﴾ [طه: ١١٤-١١٥]

___ __ __ ___ __ __ 

● لم ترد كلمة (فنسي)  في القرآن الكريم إلا في هذين الموضعين من سورة طه 

● الجامع بين الموضعين هو الحديث عن نسيان المتحقق الواقع الذي يدعم صدق الوعد المقبل جريا وراء  موهوم موخوم لا دليل عليه . 

فبنو إسرائيل نجاهم الله من فرعون وعاشوا المعجزة الكبرى ونزل الله عليهم المن والسلوى ثم وعدهم بإنزال التوراة بعد تلك المعجزة فوجب عليهم أن يوقنوا بعدما عاينوا من فضل ربهم وقدرته . لكنهم فتنوا بالعجل واستعجلوا أمر ربهم ووعده . واتخذوا عجلا لا ينفعهم ولم ينفعهم في شيء ولم يسبق لهم منه أي فضل أو خير 

وكذلك آدم عليه السلام أعطاه الله تبارك وتعالى جنة لا يجوع فيها ولا يعرى ولا يظمأ فيها ولا يضحى وهذا الإله الكريم أخبره أن إبليس عدو له ومع ذلك أطاع إبليس الذي لم يقدم له أي خير من قبل ونسي عهد ربه الذي أكرمه 

مع الفارق الكبير بين الخطأين طبعا 

● وأيضا يجمع بينهما وجوب الانتظار لأمر الله وعدم استعجال حكمه ولا يتخذ الإنسان اختيارا بسبب هذا الاستعجال أو منهجا وطريقة غير مشروعة  . فإنهم لما استعجلوا نزول التوراة بعد تأخر موسى عليه السلام أياما زائدة على الثلاثين اتخذوا العجل من عند أنفسهم فضلوا وظلموا 

وإن آدم عليه السلام طمع في الخلود ولم ينتظر أمر ربه فيه فغوى .

 وموسى عليه السلام استعجل للقاء ربه مدة يسيرة (قال هم أولاء على أثري)

قال الطاهر بن عاشور ( ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:

ﻓﺈﻧﺎ ﻗﺪ ﻓﺘﻨﺎ ﻗﻮﻣﻚ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻙ ﻓﻴﻪ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ اﻟﻤﻼﻡ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺠﻞ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺴﺒﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺪﻭﺙ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ﻟﻴﻌﻠﻤﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﺎ ﻭﻗﺖ ﻟﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﺯﺩﻳﺎﺩ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﺮ.)

ونهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم في الموضع الثاني عن سلوك مع المداومة على الباعث على ذلك السلوك . نهاه   عن العجلة بالقرآن حتى ينتهي جبريل من تلاوته فالذي أنزله أنزله ليبلغه . لكن أمره بالاستمرار في طلب المزيد من العلم . (وقل رب زدني علما) 

هذا من ناحية التلقي والتعلم أما من ناحية التطبيق والمواجهة فقد قال الله تبارك وتعالى لنبيه ﴿واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين﴾ [يونس: ١٠٩]

فقط اتبع . واصبر وانتظر حكم الله . ولا تتجاوز الاتباع . فهو خير الحاكمين 


                    والله أعلم 




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(سيجعل لهم الرحمن ودا)

 جاء في سورة مريم  ﴿لقد أحصاهم وعدهم عدا۝وكلهم آتيه يوم القيامة فردا۝إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا۝فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا﴾ [مريم: ٩٤-٩٧] كان الاقتران والمقابلة بين من يأتي فردا وحيدا وبين من يكون له الود يوم القيامة بعكس فردانية الأول من البديهيات في ذهني بدون  مراجعة  التفاسير. ثم راجعت تفاسير السلف فوجدتهم يفسرونها بالمودة في الدنيا التي يجعلها الله في قلوب الناس للمؤمن إلا ما ذكره الفخر الرازي عن أبي مسلم أن المودة أخروية ورده الرازي ولم يلاحظ الآية قبلها ولم يحتج بها أبو مسلم فيما ذكره الرازي . وكان الرازي خليق بملاحظة ذلك لولا رواية الترمذي عن الرسول صلى الله عليه وسلم والتي فيها تفسير الآية بالمودة في الدنيا التي يضعها الله في قلوب الناس للمؤمن . وهي زيادة شاذة  ثم وقفت على قول الطاهر بن عاشور في تفسيره  (ﺇﻥ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻭﻋﻤﻠﻮا اﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻟﻬﻢ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﺩا (96) ﻳﻘﺘﻀﻲ اﺗﺼﺎﻝ اﻵﻳﺎﺕ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻭﺻﻒ ﻟﺤﺎﻝ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﻀﺪ ﺣﺎﻝ اﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺣﺎﻝ ﺇﺗﻴﺎﻧﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﻝ اﻧﻔﺮاﺩ ﺑﻞ ﺣﺎﻝ ﺗﺄﻧﺲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ. ﻭﻟﻤﺎ ﺧﺘﻤﺖ ا

السائحات والحجارة

 #مثاني_القرآن_فيض  ١- ﴿وَإِن كُنتُم في رَيبٍ مِمّا نَزَّلنا عَلى عَبدِنا فَأتوا بِسورَةٍ مِن مِثلِهِ وَادعوا شُهَداءَكُم مِن دونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صادِقينَ۝فَإِن لَم تَفعَلوا وَلَن تَفعَلوا فَاتَّقُوا النّارَ الَّتي وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَةُ أُعِدَّت لِلكافِرينَ۝وَبَشِّرِ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ كُلَّما رُزِقوا مِنها مِن ثَمَرَةٍ رِزقًا قالوا هذَا الَّذي رُزِقنا مِن قَبلُ وَأُتوا بِهِ مُتَشابِهًا وَلَهُم فيها أَزواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُم فيها خالِدونَ۝إِنَّ اللَّهَ لا يَستَحيي أَن يَضرِبَ مَثَلًا ما بَعوضَةً فَما فَوقَها فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا فَيَعلَمونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّهِم وَأَمَّا الَّذينَ كَفَروا فَيَقولونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثيرًا وَيَهدي بِهِ كَثيرًا وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الفاسِقينَ۝الَّذينَ يَنقُضونَ عَهدَ اللَّهِ مِن بَعدِ ميثاقِهِ وَيَقطَعونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يوصَلَ وَيُفسِدونَ فِي الأَرضِ أُولئِكَ هُمُ الخاسِرونَ﴾ [البقرة: ٢٣-٢٧] ٢- ﴿إِن تَتوبا إِلَى اللّ