التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٢

قطوف من سير أعلام النبلاء ٥

 قطوف من النبلاء  ٥ ___  حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ يَحْيَى البَكَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلاً قَالَ لابْنِ عُمَرَ: إِنِّي لأَحبُّكَ. قَالَ: وَأَنَا أُبغِضُكَ فِي اللهِ. قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لأَنَّكَ تَبْغِي فِي أَذَانِكَ، وَتَأْخُذُ عَلَيْهِ أَجْراً. ___ __ __ ___ __ __ ___  الخليفة هِشَامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ أَبُو الوَلِيْدِ الأُمَوِيُّ  القُرَشِيُّ، الأُمَوِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. وَأُمُّهُ: فَاطِمَةُ بِنْتُ الأَمِيْرِ هِشَامِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ هِشَامٍ، أَخِي خَالِدٍ ابْنَيِ الوَلِيْدِ بنِ المُغِيْرَةِ المَخْزُوْمِيِّ. وَكَانَ جَمِيْلاً، أَبْيَضَ، مُسَمَّناً، أَحْوَلَ، خَضَبَ بِالسَّوَادِ. ___  رَوَى: أَبُو عُمَيْرٍ بنُ النَّحَّاسِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ لاَ يَدْخُلُ بَيْتَ المَالِ لِهِشَامٍ شَيْءٌ حَتَّى يَشْهَدَ أَرْبَعُوْنَ قسَامَةً: لَقَدْ أَخَذَ مِنْ حَقِّه، وَلَقَدْ أُعْطِيَ النَّاسُ حُقُوْقَهُم. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَسْمَعَ رَجُلٌ هِشَامَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ كَلاَماً، فَقَالَ لَهُ: مَا لَكَ أَنْ تُسْمِعَ خَلِيْفَتَك. وَغَضِبَ مَرَّةً عَلَى رَجُلٍ، فَقَال

( الفوز المبين )

 #مثاني_القرآن_فيض  ١- ﴿قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم۝من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين﴾ [الأنعام: ١٥-١٦] ٢- ﴿فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك هو الفوز المبين﴾ [الجاثية: ٣٠] ________________ ●  لم ترد جملة(الفوز المبين) إلا في هذين الموضعين.  الأول عن صرف العذاب والثاني عن الدخول في الرحمة .  ● والبيان يتضمن الخلوص لأن الاشتباه  يأتي من اختلاط الشيء بنقيضه . أما مخالطته بداعمه ومزينه ومحسنه فلا يعد اشتباها . وقد جاءت النصوص في خلوص الجنة من المنغصات (لا يصدعون عنها ولا ينزفون) والنزف السكر وذهاب العقل . (لا فيها غول ولاهم عنها ينزفون)  (لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين)  والفوز المبين هو الذي لا خسارة بعده . ففيه الاستمرارية وعدم التغير إلا للزيادة  . فبكارة الزوجة دائمة . ومن أكل طيرا عاد الطير بعد أكله مسبحا . ومن قطف ثمرة خرج مكانها ثمرتان . والولدان مخلدون وأنها من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه  والمبين في ذاته لابد أن لا يخالف ظاهره باطنه وإلا كان فيه نوع غش ومناقضة . ولذا جاءت التعبيرات عن الجنة كما في الحديث (إنَّ في ال

الجحيم

#مثاني_السور_فيض  ● وردت آية (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم) في سورة المائدة مرتين . ووردت كجزء من آية في سورة الحديد .  ● الجحيم من معانيه في اللغة الضيق وشدة الحرارة . وقد جاء في القرآن الكريم ما يدعم هذه المعاني كدعاء حملة العرش (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم) فذكروا الجحيم مقابلا ومضادا للسعة .  وقد ذكرت الجحيم كمأوى  مقابلة للجنة كمأوى في سورة النازعات لتشمل معنى البرودة والظلال والسعة مضادة للحرارة والضيق  ● وفي ضوء هذا ننظر للسياق في الموضعين .  ففي الموضع الأول ذكر إحلال الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب وحل طعامنا لهم . ثم ذكر التيمم بديلا عن الوضوء وقول الله سبحانه وتعالى(ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج) وكل هذا توسعة .  وبعد الآية جاء ذكر توسعة قدرية  (إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم) والتعبير بالبسط والكف كما فيه معنى الوقاية فيه معنى السعة والبراح .  وفي الموضع الثاني  جاء النهي عن تحريم الطيبات وأن المؤمنين ليس عليهم جناح فيما طعموا وجاءت كفارة اليمين متنوعة خروجا من ضيق الحلف  ● وكلا الآيتين

تمسكن حتى تتمكن

 إذا فزت بالجنة ستعلم أن كل ما استفزك من المحادة والمعاكسة والمشاكسة ضئيل وتافه لا قيمة له .. ستعلم  كم كانت محاولتك لإثبات ذاتك ومقامك  في الناس شيء صغير وبلا معنى .. حتى هؤلاء الناس كم كان إعجابهم وإشادتهم وسخطهم وذمهم هامشي هشيمي  لقي نصراني معه كلب إبراهيم بن أدهم فأمسك لحية إبراهيم وقال له ألحيتك هذه أطهر من ذيل كلبي أم ذيل كلبي أطهر منها  فقال المشغول بالملك الكبير والنجاة من السعير  لو كانت لحيتي في الجنة فهي خير من ذيل كلبك ولو كانت في النار فذيل كلبك خير منها  نقلة نوعية كبرى لعقل النصراني ودش ضياء منعش طارت منه حنادس نفسه .. وشاشة فضائية بعرض جدار تنقل نقلا مباشرا  عن عالم اﻷنوار .. فأسلم لله  الكريم  طارحا الحقارة طالبا الفوز العظيم  ففاز بإسلامه إبراهيم   ولو غفل وانشغل بالمكانة  لضاع منه ذلك التمكين و الأجر الذي هو خير من كل الغنائم والتعزيز تمسكن حتى  تتمكن فالملك الموعود رهيييب في كبره وعظمته وعزته  تمسكن حتى تتمكن  وتمسك بذيل اﻷجر كما الجائع المقرور وكما تتمسك أم الصبية الجوعى المحاويج  واهرب من عزة اﻹثم وبريقه كما يهرب الجبان الرعديد الكسير . وانزوي منه على نفسك كما ين

( يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر)

 #مثاني_القرآن_فيض  ١-﴿وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون۝ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون۝أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون۝وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون۝أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون۝فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون۝وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون۝الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون۝ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون﴾ [الروم: ٣٣-٤١] ٢- ﴿فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون۝قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون۝فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزي

التثليث

  التثليث قائم على أسس ثلاث  الأول تعظيم مخلوق هو عيسى  أو غيره . والثاني تحقير البشر أن يتواصل معهم الخالق . والثالث تعجيز الخالق في صورة تعظيمه أن تواصله مع الخلق سينقص من قدمه وعلوه . ومثل هذا من قال بأن القرآن مخلوق لأنهم لم يتصوروا أن يتلو الناس كلاما غير مخلوق . وقد رد القرآن هذا التصور مرتبطا بنفي الولد في سياق واحد  ﴿بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم۝ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل۝لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير۝قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ﴾ [الأنعام: ١٠١-١٠٤] فهو ليس له ولد تنزها ولا تدركه الأبصار تنزها . لكن قد جاءت بصائره إلينا  وقال تعالى ﴿إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون۝وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم﴾ [الزخرف: ٣-٤] فهو عربي بلغتنا نعم . لكنه في ذات الوقت علي . ومما يوافق ذلك آية النور . فزيت الزيتون ينشأ منه نور مدرك بسبب الاشتعال.. لكن الاشتعال نفسه غير مدرك .. تفاعل حكيم لا يمسك ولا يحاط بسره .  وعكس هؤلاء من قالوا

المبالغة في تعظيم المخلوق

 تعظيم المخلوق لدرجة الألوهية أو قريب منها  نقص في فهم اسماء الله وفهم الآخرة  فاسمه الوهاب يمنع قصر هباته على مخلوق أو أن مستوى هباته وأنواعه توقفت عليه فلا تعلو ولا تتنوع . إذ معناه أن خزائنه فرغت  والقول بأن مخلوقا حوى كل الكمالات معناه أن الخلاق وصل للذروة وعجزت قدرته عن المزيد والتنويع . أو أن هذا المخلوق استفرغ تلك القدرة .  واسمه الحكيم يقتضي اختصاص أحد بالرسالة وعكس ذلك ما أنكره القرآن ( بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة) فهذه حكمة الاختصاص وليست الحكمة أن البشر لا يستحقون تقريبه .  وقد أمر الله نبيه أن يلزم العباد من أمته بل أمره أن تلزمهم عيناه  (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم) وأمر نبيه أن يقرأ سورة البينة على أبي بن كعب فذهب إليه صلى الله عليه وسلم وقرأها عليه رضي الله عنه . وأخبر أنه كافأ جميع أصحابه إلا الصديق فترك مكافأته لربه سبحانه و تعالى  ثم إن الآخرة هي مظهر المقامات وليس الدنيا . نعم لنبينا المقام المحمود . لكن ليس معنى ذلك أن مقامات العباد ضئيلة . وكيف ذلك وهم سيرون ربهم . وذلك لا يقال فيه ضئيل . بل هو عظيم عظيم 

الله نور السماوات والأرض

 ●  الله نور السماوات والأرض.  بمعنى إليه توجه المخلوقات ونظامها ومنه مددها  . (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها) (وإن من شيء إلا يسبح بحمده) وقال عن الظل (ثم قبضناه إلينا) والشمس تسجد كل يوم تحت العرش وفي دعاء الطائف (أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة  ) ولم يقل أشرقت به . ولكن أشرقت له أي توجهها له نور لها . وكون التوجه نور أن من لا وجهة له حيران في الظلمات والمهتدي هو المستسلم لله .. ففي الكونيات قال تعالى للسماوات والأرض  ( ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) وفي البشر قال سبحانه ﴿قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين﴾ [الأنعام: ٧١] فقرن الهدى بالاستسلام . وفي موضع آخر قرن الاستسلام بالتوجه (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ) ثم قرن العروة الوثقى بالنور في موضع آخر  ﴿لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة ا

( قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا)

  #مثاني_القرآن_فيض  #مثاني_السور_فيض  ١- ﴿ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين۝وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون۝ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين۝بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون۝وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين۝ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون۝قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون۝وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون۝قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون۝ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين۝وإن كان كبر عليك إعراضهم فإ

قطوف من سير أعلام النبلاء ٣

 قطوف من النبلاء ٣ ___ أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ مَوْلَى أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ جُوَيْرِيَةَ الغَطَفَانِيَّةِ. ولد في زمان عمر  ___ __ __ ___ __ __ ___  طَاوُوْسُ بنُ كَيْسَانَ الفَارِسِيُّ  أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الفَارِسِيُّ، ثُمَّ اليَمَنِيُّ، الجَنَدِيُّ  ، الحَافِظُ. روى عن بعض الصحابة ولزم ابن عباس مدة  و عَنْ طَاوُوْسٍ، قَالَ: أَدْرَكْتُ خَمْسِيْنَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ___  من فرحه وخوفه : قَالَ مُجَاهِدٌ لِطَاوُوْسٍ: رَأَيْتُكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ تُصَلِّي فِي الكَعْبَةِ، وَالنَبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى بَابِهَا يَقُوْلُ لَكَ: (اكْشِفْ قِنَاعَكَ، وَبَيِّنْ قِرَاءتَكَ) . قَالَ طَاوُوْسٌ: اسْكُتْ، لاَ يَسْمَعْ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ. قَالَ: ثُمَّ خُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّهُ انْبَسَطَ فِي الكَلاَمِ -يَعْنِي: فَرَحاً بِالمَنَامِ-. الحُرِّ بنِ أَبِي الحُصَيْنِ العَنْبَرِيِّ، قَالَ: مَرَّ طَاوُوْسٌ بِرَوَّاسٍ قَدْ أَخْرَجَ رَأْساً، فَغُشِيَ عَلَيْهِ  . وَرَوَى: عَبْدُ اللهِ بنُ بِشْرٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: كَانَ طَاو