كان يحكي لي باعتزاز عن أناس يعرفهم تابوا بعد تخليط وفسوق وتجردوا لله واليوم الآخر وطرحوا الدنيا وكان لهم مع الليل والفجر والذكر عناق مستديم . وأنه جعلهم نبراسا له يقتدي بهم ويستضيء بحالتهم . فيقفز سؤال من الأسئلة التي تنتج في الذهن عن طريق القصور الذاتي . ولماذا لا يقتدي بالأئمة أو الصالحين الذين لم يخلطوا . فتأتي الإجابة فورا لأنه كان مخلطا في شبابه . إنهم النموذج الذي يناسبه إنهم التجسد العملي أمامه لحل معضلة تحول الحمأة بسوادها لجلالة كوكب دري . وقد تاب توبة جميلة وختمت له حياته بخاتمة حسنة رائعة وتمر السنون - وما أسرع مرها- ويتيقظ ذهني وشعوري لمدى قبح ما وقعت فيه عبر السنين .. ويتملى نظري لبعض المهتدين وأئمة الهدى وقادته الذين خلطوا في شبابهم وبعضهم سقط سقطات لم أسقطها بحمد الله ورأفته .. ثم عاشوا المعجزة وعانوا النشاءة والتخليق الجديد حتى صاروا أئمة إنهم النموذج الذي يطمئن بالعيان أن الله يحيي ويميت ويحوّل ويرفع . ويحول بين القلب والروح والعقل والشخصية من ناحية وآثار المعاصي والسقطات وأنياب تناقضاتها من ناحية أخرى . ومن عجائب بعض الضلال المتعصبين لمنهجهم أن يحطوا من قدر هؤلا