مريم البتول ليس ثمّتَ مَن يدري حبَّةَ خردلٍ عن مجاهداتك الخفية ...عناؤكَ ألّا يسرحَ طرفُك ، ألا تخونَكَ أركانُك ، ألّا يسترسِل لسانُك ، ألّا يتنفَّطَ كاهلُ إيمانِك ....ألفُ ألّا ! وكما يقولُ عامَّةُ أهلي " ولا من شاف ولا من دِري " أخوضُ غمارَها جذَعَةً مُفنيةً للطّارفِ والتليدِ من حُطامِ بأسي ...لا لَأْمةَ إلا الدمع ! لا مِجَنَّ إلا الدُّعا ..لا حولَ إلا بالله ... مازلتَ ذاكَ المحتجِبَ كلَّه عن عيونِ طلائعِ السُّعاد ...لا حظَّ لكَ في انفراجِ شفاهٍ أو طلاقةِ مُحيَّا ..لا حظّ لك ! ولكنَّ ربَّكَ عدلٌ في كلِّ مقدور! ....فإن خانكَ من الأيامِ سُعادُها وازورَّت عنكَ مغانيها وتنزَّهَت عنك لآليها ، فما عنكَ ازورَّ قلبٌ هميمٌ ، وأضلاعٌ ذواتُ أيْد ! لم يرتحل عنك الحب! لم تُذعِن للضغائِنِ يومَ لا مُطاعَ إلا الضغْن ! مازلتَ دافئًا أيها المغروسُ في الجليد! مازلتَ ذا بأس! .... أيها الموجوعُ قلبُه ، المدفونُ في الثرى حُلمُه ، المودِّعُ في أكنافِ الليالي نومَه، الدامِي الجراح ، المتسربلُ بالرّضا ، المُتْرَعُ بالحبّ ، المفتونُ بالعطَا ، الوقَّافُ عند حروفِكَ وسكناتِك وملافِظِك ، العابرُ