التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢١

الجمال الذاتي والوجود

  الجمال الذاتي هو ضابط الوجود غاية وعلة وحكمة   . وتنقص قيمة الجمال وبالتالي ما يعطيه من قيمة وجودية بقدر فقدانه للذاتية. فمثلا لو أتينا بإنسان جميل الوجه والابتسامة تبهرنا ابتسامته وتثير فينا عواطف روحية مدهشة وبهيجة . ودون أن يشعر نزعنا اسنانه ووضعنا مكانها أشكالا مشوهة وشوهنا شفتيه فإن هذا الانسان قد يسير في الطرقات يوزع ابتسامته القلبية هي هي ولكنها ستثير اشمئزاز الجميع فمفارقة اداة الابتسامة من الشفتين والأسنان للذاتية أنقص قيمة الجمال. والدليل على أن الجمال ضابط ذاتي للوجود هو قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه {أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة} والتعدي بله وليس ببه لتضمين معنى التوجه والحركة أي أشرقت في توجهها له كإشراق يشاهد على جباه ووجوه المتعبدين لله وكذلك الماديات فإشراقها بقصدها لنور الله والجملة بعدها تؤكد هذا المعنى (وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ) . والأمر هو النظام والوجه هو موضع الجمال ونحن نلاحظ أن جزيئات الماء وهو الذي خلق منه كل شيئ حي تبهرنا بأشكالها الجميلة المبهجة المعجزة, ونحن دون قصد منا حين نعمد للتناسبات النافعة المنجزة في