معنى ( استيأس الرسل )
حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين
يوسف 110} ……………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………. استيأس ليست بمعنى يأس وإنما المعنى عدم القدرة النفسية والعقلية على تحمل الأمل وتوقعه فيكون الرسل قد استنفدوا كل طاقة الأمل لديهم وذلك الاستنفاذ رفعة لهم ورفعة لقدر يقينهم وثباتهم وكذلك الظن معناه التصور والتوهم وليس الاعتقاد وقد يكون التصور مبنيا على أساس يقيني وهو في نفسه غير يقيني كقوله تعالى { الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم} معناه تصور وتخيل ما سيلاقي وما سيقول وما سيقال له وهذه كلها تخيلات منشؤها الاشتغال بالآخرة. فيكون ظن الرسل هنا أنهم قد كذبوا معناه عدم قدرتهم العقلية كبشر على تصور النصر وتحمل هذه الحالة درجة رفيعة أيضا كحالنا الآن لو هاجمتنا الدول الغربية واستخدمت كل تكنولجيتها وأسلحتها فنحن قبل هجمة وضغطة المواجهة لا نستيئس وتحدث البشريات النبوية نوع تصور لنا وظن بالنصر أما حين الضغطة والاحاطة وانسداد الأفق سيبدأ التوهم تلقائيا بالمحو لنا والفناء ورفعة العدو وسيطرته وستكون هذه الحالة فرصة لنا حين نواجهها لترقي درجاتنا ومقاماتنا
تفسير الكشاف مع الحواشى موافقا للمطبوع (2/ 510)
والمعنى أنّ مدّة التكذيب والعداوة من الكفار وانتظار النصر من اللّه وتأميله قد تطاولت عليهم وتمادت ، حتى استشعروا القنوط وتوهموا أن لا نصر لهم في الدنيا ، فجاءهم نصرنا فجأة من غير احتساب.
وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما : وظنوا حين ضعفوا وغلبوا أنهم قد أخلفوا ما وعدهم اللّه من النصر «2» وقال : كانوا بشرا ، وتلا قوله وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ فإن صح هذا عن ابن عباس ، فقد أراد بالظنّ : ما يخطر بالبال ويهجس في القلب من شبه الوسوسة وحديث النفس على ما عليه البشرية. وأمّا الظن الذي هو ترجح أحد الجائزين على الآخر ، فغير جائز على رجل
من المسلمين ، فما بال رسل اللّه الذين هم أعرف الناس بربهم ، وأنه متعال عن خلف الميعاد ، منزه عن كل قبيح؟}
تعليقات
إرسال تعليق