في بدايات سورة آل عمران ذكر الله سبحانه وتعالى من صفة الراسخين في العلم عدم التعمق في المتشابه وفيه معرفة بقدر النفس وتعظيم للوحي وإشفاق وتواضع
ثم تلاه معرفة أخرى بقدر النفس تمثلت بالخوف من هبة زيغ تجرفهم بعيدا عن الطريق (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا)
ثم جاء ذكر يوم القيامة وهي البوصلة التي تجذبهم للطريق طرحا للمغريات وزهدا فيها (ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه)
ثم جاء ذكر المغريات وأنها لن تغني عن أصحابها فلا تلتفتوا لحالهم وتذكروا حالهم وهم وقود للنار(إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا)
ثم جاء ذكر الفاتنة وهي قوتهم وتسليحهم . والمعالجة بذكر هزيمتهم في الدنيا وحشرهم لجهنم في الآخرة . بل المعالجة أن تخبرهم بذلك موقنا به
ثم أعادت الآيات ذكر ما زين للناس من الشهوات والدنيا وأن ما عند الله خير خاصة رضوان الله
ثم ذكرت الآيات إغراء أن يكون المرء مع الله والملائكة وأولي العلم شاهدا بوحدانية الله عز وجل وقد تكرر في القرآن مرتين جملة (فاكتبنا مع الشاهدين) ثم ذكرت الآيات فتنة الاختلاف التي تفسد على الناس العلم والهدى
___ __ __ ___ __ __
﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألبابربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهابربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعادإن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود الناركدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقابقل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهادقد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصارزين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآبقل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعبادالذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النارالصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحارشهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيمإن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب﴾ [آل عمران: ٧-١٩]
___ __ __ ___ __ __
قال الإمام ابن بطة العكبري في الإبانة الكبرى:
اﻋْﻠَﻤُﻮا ﺇِﺧْﻮَاﻧِﻲ ﺃَﻧِّﻲ ﻓَﻜَّﺮْﺕُ ﻓِﻲ اﻟﺴَّﺒَﺐِ اﻟَّﺬِﻱ ﺃَﺧْﺮَﺝَ ﺃَﻗْﻮَاﻣًﺎ ﻣِﻦَ اﻟﺴُّﻨَّﺔِ ﻭَاﻟْﺠَﻤَﺎﻋَﺔِ، ﻭَاﺿْﻄَﺮَّﻫُﻢْ ﺇِﻟَﻰ اﻟْﺒِﺪْﻋَﺔِ ﻭَاﻟﺸَّﻨَﺎﻋَﺔِ، ﻭَﻓَﺘَﺢَ ﺑَﺎﺏَ اﻟْﺒَﻠِﻴَّﺔِ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻓْﺌِﺪَﺗِﻬِﻢْ ﻭَﺣَﺠَﺐَ ﻧُﻮﺭَ اﻟْﺤَﻖِّ ﻋَﻦْ ﺑَﺼِﻴﺮَﺗِﻬِﻢْ، ﻓَﻮَﺟَﺪْﺕُ ﺫَﻟِﻚَ ﻣِﻦْ ﻭَﺟْﻬَﻴْﻦِ: ﺃَﺣَﺪُﻫُﻤَﺎ: اﻟْﺒَﺤْﺚُ ﻭَاﻟﺘَّﻨْﻘِﻴﺮُ، ﻭَﻛَﺜْﺮَﺓُ اﻟﺴُّﺆَاﻝِ ﻋَﻤَّﺎ ﻻَ ﻳُﻐْﻨِﻲ، ﻭَﻻَ ﻳَﻀُﺮُّ اﻟْﻌَﺎﻗِﻞَ ﺟَﻬْﻠُﻪُ، ﻭَﻻَ ﻳَﻨْﻔَﻊُ اﻟْﻤُﺆْﻣِﻦَ ﻓَﻬْﻤُﻪُ. ﻭَاﻵْﺧَﺮُ: ﻣُﺠَﺎﻟَﺴَﺔُ ﻣَﻦْ ﻻَ ﺗُﺆْﻣَﻦُ ﻓِﺘْﻨَﺘُﻪُ، ﻭَﺗُﻔْﺴِﺪُ اﻟْﻘُﻠُﻮﺏَ ﺻُﺤْﺒَﺘُﻪُ، ﻭَﺳَﺄَﺫْﻛُﺮُ ﻓِﻲ ﻫَﺬَﻳْﻦِ اﻟْﻮَﺟْﻬَﻴْﻦِ ﻣَﺎ ﻳَﻜُﻮﻥُ ﻓِﻴﻪِ ﺑَﻼَﻍٌ ﻟِﻤَﻦْ ﻗَﺒِﻞَ اﻟﻨَّﺼِﻴﺤَﺔَ، ﻭَﻛَﺎﻥَ ﺑِﻘَﻠْﺒِﻪِ ﺃَﺩْﻧَﻰ ﺣَﻴَﺎءً ﺇِﻥْ ﺷَﺎءَ اﻟﻠَّﻪُ "
ثم قال في مقدمة الباب التالي :
ﻗَﺪْ ﺃَﻋْﻠَﻤْﺘُﻚَ ﻳَﺎ ﺃَﺧِﻲ - ﻋَﺼَﻤَﻨِﻲ اﻟﻠَّﻪُ ﻭَﺇِﻳَّﺎﻙَ ﻣِﻦَ اﻟْﻔِﺘَﻦِ , ﻭَﻭَﻗَﺎﻧَﺎ ﻭَﺇِﻳَّﺎﻙَ ﺟَﻤِﻴﻊَ اﻟْﻤِﺤَﻦِ - ﺃَﻥَّ اﻟَّﺬِﻱ ﺃَﻭْﺭَﺩَ اﻟْﻘُﻠُﻮﺏَ ﺣِﻤَﺎﻣَﻬَﺎ , ﻭَﺃَﻭْﺭَﺛَﻬَﺎ اﻟﺸَّﻚَّ ﺑَﻌْﺪَ اﺗِّﻘَﺎﺋِﻬَﺎ ﻫُﻮَ اﻟْﺒَﺤْﺚُ ﻭَاﻟﺘَّﻨْﻘِﻴﺮُ , ﻭَﻛَﺜْﺮَﺓُ اﻟﺴُّﺆَاﻝِ , ﻋَﻤَّﺎ ﻻَ ﺗُﺆْﻣَﻦُ ﻓِﺘْﻨَﺘُﻪُ , ﻭَﻗَﺪْ ﻛُﻔِﻲَ اﻟْﻌُﻘَﻼَءُ ﻣُﺆْﻧَﺘَﻪُ , ﻭَﺃَﻥَّ اﻟَّﺬِﻱ ﺃَﻣْﺮَﺿَﻬَﺎ ﺑَﻌْﺪَ ﺻِﺤَّﺘِﻬَﺎ , ﻭَﺳَﻠَﺒَﻬَﺎ ﺃَﺛْﻮَاﺏَ ﻋَﺎﻓِﻴَﺘِﻬَﺎ , ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻫُﻮَ ﻣِﻦْ ﺻُﺤْﺒَﺔِ ﻣَﻦْ ﺗَﻐُﺮُّ ﺃُﻟْﻔَﺘُﻪُ , ﻭَﺗُﻮﺭِﺩُ اﻟﻨَّﺎﺭَ ﻓِﻲ اﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﺻُﺤْﺒَﺘُﻪُ. ﺃَﻣَّﺎ اﻟْﺒَﺤْﺚُ ﻭَاﻟﺴُّﺆَاﻝُ ﻓَﻘَﺪْ ﺷَﺮَﺣْﺖُ ﻟَﻚَ ﻣَﺎ ﺇِﻥْ ﺃَﺻْﻐَﻴْﺖَ ﺇِﻟَﻴْﻪِ - ﻣَﻊَ ﺗَﻮْﻓِﻴﻖِ اﻟﻠَّﻪِ - ﻋَﺼَﻤَﻚَ , ﻭَﻟَﻚَ ﻓِﻴﻪِ ﻣُﻘْﻨَﻊٌ ﻭَﻛِﻔَﺎﻳَﺔٌ , ﻭَﺃَﻣَّﺎ اﻟﺼُّﺤْﺒَﺔُ ﻓَﺴَﺄَﺗْﻠُﻮ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﻣِﻦْ ﻧَﺒَﺄِ ﺣَﺎﻟِﻬَﺎ , ﻣَﺎ ﺇِﻥْ ﺗَﻤَﺴَّﻜْﺖَ ﺑِﻪِ ﻧَﻔَﻌَﻚَ , ﻭَﺇِﻥْ ﺃَﺭَﺩْﺕَ اﻟﻠَّﻪَ اﻟْﻜَﺮِﻳﻢَ ﺑِﻪِ ﻭَﻓَّﻘَﻚَ , ﻗَﺎﻝَ اﻟﻠَّﻪُ ﻋَﺰَّ ﻭَﺟَﻞَّ ﻓِﻴﻤَﺎ ﺃَﻭْﺻَﻰ ﺑِﻪِ ﻧَﺒِﻴَّﻪُ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻭَﺣَﺬَّﺭَﻩُ ﻣِﻨْﻪُ: {ﻭَﺇِﺫَا ﺭَﺃَﻳْﺖَ اﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﺨُﻮﺿُﻮﻥَ ﻓِﻲ ﺁﻳَﺎﺗِﻨَﺎ ﻓَﺄَﻋْﺮِﺽْ ﻋَﻨْﻬُﻢْ ﺣَﺘَّﻰ ﻳَﺨُﻮﺿُﻮا ﻓِﻲ ﺣَﺪِﻳﺚٍ ﻏَﻴْﺮِﻩِ ﻭَﺇِﻣَّﺎ ﻳُﻨْﺴِﻴَﻨَّﻚَ اﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥُ ﻓَﻼَ ﺗَﻘْﻌُﺪْ ﺑَﻌْﺪَ اﻟﺬِّﻛْﺮَﻯ ﻣَﻊَ اﻟْﻘَﻮْﻡِ اﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦَ}
[ اﻷﻧﻌﺎﻡ: 68]
. ﺛُﻢَّ ﺃَﺫْﻛَﺮَﻩُ ﻣَﺎ ﺣَﺬَّﺭَﻩُ , ﻭَﺃَﻋَﺎﺩَ ﻟَﻪُ ﻓَﻼَ ﺗَﻘْﻌُﺪُﻭا ﻣَﻌَﻬُﻢْ ﺣَﺘَّﻰ ﻳَﺨُﻮﺿُﻮا ﻓِﻲ ﺣَﺪِﻳﺚٍ ﻏَﻴْﺮِﻩِ ﺇِﻧَّﻜُﻢْ ﺇِﺫًا ﻣِﺜْﻠُﻬُﻢْ ﺇِﻥَّ اﻟﻠَّﻪَ ﺟَﺎﻣِﻊُ اﻟْﻤُﻨَﺎﻓِﻘِﻴﻦَ ﻭَاﻟْﻜَﺎﻓِﺮِﻳﻦَ ﻓِﻲ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ}
[ اﻟﻨﺴﺎء: 140]
___
وقال عن الاختلاف:
ﻓَﺎﻋْﻠَﻤُﻮا ﻳَﺎ ﺇِﺧْﻮَاﻧِﻲ ﻭَﻓَّﻘَﻨَﺎ اﻟﻠَّﻪُ ﻭَﺇِﻳَّﺎﻛُﻢْ ﻟِﻠﺴَّﺪَاﺩِ ﻭَاﻻِﺋْﺘِﻼَﻑِ، ﻭَﻋَﺼَﻤَﻨَﺎ ﻭَﺇِﻳَّﺎﻛُﻢْ ﻣِﻦَ اﻟﺸَّﺘَﺎﺕِ ﻭَاﻻِﺧْﺘِﻼَﻑِ، ﺃَﻥَّ اﻟﻠَّﻪَ ﻋَﺰَّ ﻭَﺟَﻞَّ ﻗَﺪْ ﺃَﻋْﻠَﻤَﻨَﺎ اﺧْﺘِﻼَﻑَ اﻷُْﻣَﻢِ اﻟْﻤَﺎﺿِﻴﻦَ ﻗَﺒْﻠَﻨَﺎ ﻭَﺇِﻧَّﻬُﻢْ ﺗَﻔَﺮَّﻗُﻮا ﻭَاﺧْﺘَﻠَﻔُﻮا ﻓَﺘَﻔَﺮَّﻗَﺖْ ﺑِﻬِﻢُ اﻟﻄُّﺮُﻕُ ﺣَﺘَّﻰ ﺻَﺎﺭَ ﺑِﻬِﻢُ اﻻِﺧْﺘِﻼَﻑُ ﺇِﻟَﻰ اﻻِﻓْﺘِﺮَاءِ ﻋَﻠَﻰ اﻟﻠَّﻪِ ﻋَﺰَّ ﻭَﺟَﻞَّ، ﻭَاﻟْﻜَﺬِﺏِ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَاﻟﺘَّﺤْﺮِﻳﻒِ ﻟِﻜِﺘَﺎﺑِﻪِ، ﻭَاﻟﺘَّﻌْﻄِﻴﻞِ ﻷَِﺣْﻜَﺎﻣِﻪِ، ﻭَاﻟﺘَّﻌَﺪِّﻱ ﻟِﺤُﺪُﻭﺩِﻩِ، ﻭَﺃَﻋْﻠَﻤَﻨَﺎ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﺃَﻥَّ اﻟﺴَّﺒَﺐَ اﻟَّﺬِﻱ ﺃَﺧْﺮَﺟَﻬُﻢْ ﺇِﻟَﻰ اﻟْﻔُﺮْﻗَﺔِ ﺑَﻌْﺪَ اﻷُْﻟْﻔَﺔِ، ﻭَاﻻِﺧْﺘِﻼَﻑِ ﺑَﻌْﺪَ اﻻِﺋْﺘِﻼَﻑِ، ﻫُﻮَ ﺷِﺪَّﺓُ اﻟْﺤَﺴَﺪِ ﻣِﻦْ ﺑَﻌْﻀِﻬِﻢْ ﻟِﺒَﻌْﺾٍ، ﻭَﺑَﻐْﻲِ ﺑَﻌْﻀِﻬِﻢْ ﻋَﻠَﻰ ﺑَﻌْﺾٍ، ﻓَﺄَﺧْﺮَﺟَﻬُﻢْ ﺫَﻟِﻚَ ﺇِﻟَﻰ اﻟْﺠُﺤُﻮﺩِ ﺑِﺎﻟْﺤَﻖِّ ﺑَﻌْﺪَ ﻣَﻌْﺮِﻓَﺘِﻪِ، ﻭَﺭَﺩِّﻫِﻢُ اﻟْﺒَﻴَﺎﻥَ اﻟْﻮَاﺿِﺢَ ﺑَﻌْﺪَ ﺻِﺤَّﺘِﻪِ، ﻭَﻛُﻞُّ ﺫَﻟِﻚَ ﻭَﺟَﻤِﻴﻌُﻪُ ﻗَﺪْ ﻗَﺼَّﻪُ اﻟﻠَّﻪُ ﻋَﺰَّ ﻭَﺟَﻞَّ ﻋَﻠَﻴْﻨَﺎ، ﻭَﺃَﻭْﻋَﺰَ ﻓِﻴﻪِ ﺇِﻟَﻴْﻨَﺎ، ﻭَﺣَﺬَّﺭَﻧَﺎ ﻣِﻦْ ﻣُﻮَاﻗَﻌَﺘِﻪِ، ﻭَﺧَﻮَّﻓَﻨَﺎ ﻣِﻦْ ﻣُﻼَﺑَﺴَﺘِﻪِ . ))ثم قال
" " ﺇِﺧْﻮَاﻧِﻲ ﻓَﻬَﺬَا ﻧَﺒَﺄُ ﻗَﻮْﻡٍ ﻓَﻀَﻠَّﻬُﻢُ اﻟﻠَّﻪُ ﻭَﻋَﻠَّﻤَﻬُﻢْ ﻭَﺑَﺼَّﺮَﻫُﻢْ ﻭَﺭَﻓَﻌَﻬُﻢْ، ﻭَﻣَﻨَﻊَ ﺫَﻟِﻚَ ﺁﺧَﺮِﻳﻦَ ﺇِﺻْﺮَاﺭُﻫُﻢْ ﻋَﻠَﻰ اﻟْﺒَﻐِﻲِّ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ، ﻭَاﻟْﺤَﺴَﺪُ ﻟَﻬُﻢْ ﺇِﻟَﻰ ﻣُﺨَﺎﻟَﻔَﺘِﻬِﻢْ، ﻭَﻋَﺪَاﻭَﺗِﻬِﻢْ، ﻭَﻣُﺤَﺎﺭَﺑَﺘِﻬِﻢْ، ﻓَﺎﺳْﺘَﻨْﻜَﻔُﻮا ﺃَﻥْ ﻳَﻜُﻮﻧُﻮا ﻷَِﻫْﻞِ اﻟْﺤَﻖِّ ﺗَﺎﺑِﻌِﻴﻦَ، ﻭَﺑِﺄَﻫْﻞِ اﻟْﻌِﻠْﻢِ ﻣُﻘْﺘَﺪِﻳﻦَ ﻓَﺼَﺎﺭُﻭا ﺃَﺋِﻤَّﺔً ﻣُﻀِﻠِّﻴﻦَ ﻭَﺭُﺅَﺳَﺎءَ ﻓِﻲ اﻝﺇﻟﺤﺎﺩ ﻣَﺘْﺒُﻮﻋِﻴﻦَ ﺭُﺟُﻮﻋًﺎ ﻋَﻦِ اﻟْﺤَﻖِّ، ﻭَﻃَﻠَﺐَ اﻟﺮِّﻳَﺎﺳَﺔِ، ﻭَﺣُﺒًّﺎ ﻟِﻻِﺗِّﺒَﺎﻉِ ﻭَاﻻِﻋْﺘِﻘَﺎﺩِ. ﻭَاﻟﻨَّﺎﺱُ ﻓِﻲ ﺯَﻣَﺎﻧِﻨَﺎ ﻫَﺬَا ﺃَﺳْﺮَاﺏٌ ﻛَﺎﻟﻄَّﻴْﺮِ، ﻳَﺘْﺒَﻊُ ﺑَﻌْﻀُﻬُﻢْ ﺑَﻌْﻀًﺎ ﻟَﻮْ ﻇَﻬَﺮَ ﻟَﻬُﻢْ ﻣَﻦْ ﻳَﺪَّﻋِﻲ اﻟﻨُّﺒُﻮَّﺓَ ﻣَﻊَ ﻋِﻠْﻤِﻬِﻢْ ﺑِﺄَﻥَّ ﺭَﺳُﻮﻝَ اﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ اﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺧَﺎﺗَﻢُ اﻷَْﻧْﺒِﻴَﺎءِ، ﺃَﻭْ ﻣَﻦْ ﻳَﺪَّﻋِﻲ اﻟﺮُّﺑُﻮﺑِﻴَّﺔَ، ﻟَﻮَﺟَﺪَ ﻋَﻠَﻰ ﺫَﻟِﻚَ ﺃَﺗْﺒَﺎﻋًﺎ ﻭَﺃَﺷْﻴَﺎﻋًﺎ))
ثم روى هاتين الروايتين :
- ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﺃَﺑُﻮ اﻟْﻘَﺎﺳِﻢِ ﺑْﻦُ ﻋُﻤَﺮَ، ﻗَﺎﻝَ: ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﺃَﺑُﻮ ﺣَﺎﺗِﻢٍ، ﻗَﺎﻝَ: ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ اﻟﺮَّﺑِﻴﻊُ ﺑْﻦُ ﻧَﺎﻓِﻊٍ، ﻗَﺎﻝَ: ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﻣُﺤَﻤَّﺪُ ﺑْﻦُ اﻟْﻤُﻬَﺎﺟِﺮِ اﻷَْﻧْﺼَﺎﺭِﻱُّ، ﻗَﺎﻝَ: ﺳُﺌِﻞَ ﻋِﻴﺴَﻰ اﺑْﻦُ ﻣَﺮْﻳَﻢَ، ﻋَﻦِ اﻟْﻔُﺮْﻗَﺔِ ﻭَاﻻِﺧْﺘِﻼَﻑِ، ﻣَﺎ ﻳُﻮﻗِﻌُﻬُﻤَﺎ ﺑَﻴْﻦَ اﻟﻨَّﺎﺱِ؟ ﻗَﺎﻝَ: «اﻟْﺒَﻐِﻲُّ ﻭَاﻟْﺤَﺴَﺪُ ﻭَﻣَﺎ ﻳُﻼَﺋِﻤُﻬُﻤَﺎ ﻣِﻦَ اﻟْﻤَﻌْﺼِﻴَﺔِ، ﻭَﻣَﺎ ﻳُﺮِﻳﺪُﻩُ اﻟﻠَّﻪُ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ ﺑِﺎﻟْﻌَﺎﻣَّﺔِ ﻣِﻦَ اﻟﻨِّﻘْﻤَﺔِ»
___
- ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﺟَﻌْﻔَﺮُ ﺑْﻦُ ﻣُﺤَﻤَّﺪٍ اﻟْﻘَﺎﻓْﻼَﺋِﻲُّ، ﻗَﺎﻝَ: ﺛﻨﺎ ﻣُﺤَﻤَّﺪُ ﺑْﻦُ ﺇِﺳْﺤَﺎﻕَ اﻟﺼَّﺎﻏَﺎﻧِﻲُّ، ﻗَﺎﻝَ: ﺛﻨﺎ ﺳُﻠَﻴْﻤَﺎﻥُ ﺑْﻦُ ﺣَﺮْﺏٍ، ﻗَﺎﻝَ: ﺛﻨﺎ ﺣَﻤَّﺎﺩُ ﺑْﻦُ ﺯَﻳْﺪٍ، ﻋَﻦْ ﻋَﺎﺻِﻢٍ اﻷَْﺣْﻮَﻝِ، ﻗَﺎﻝَ: ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺑُﻮ اﻟْﻌَﺎﻟِﻴَﺔِ: " ﺗَﻌَﻠَّﻤُﻮا اﻹِْﺳْﻼَﻡَ، ﻓَﺈِﺫَا ﺗَﻌَﻠَّﻤْﺘُﻢُ اﻹِْﺳْﻼَﻡَ ﻓَﻼَ ﺗَﺮْﻏَﺒُﻮا ﻋَﻨْﻪُ ﻳَﻤِﻴﻨًﺎ ﻭَﻻَ ﺷِﻤَﺎﻻً، ﻭَﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﺑِﺎﻟﺼِّﺮَاﻁِ اﻟْﻤُﺴْﺘَﻘِﻴﻢِ، ﻭَﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﺑِﺴُﻨَّﺔِ ﻧَﺒِﻴِّﻜُﻢْ، ﻭَاﻟَّﺬِﻱ ﻛَﺎﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺃَﺻْﺤَﺎﺑُﻪُ، ﻭَﺇِﻳَّﺎﻛُﻢْ ﻭَﻫَﺬِﻩِ اﻷَْﻫْﻮَاءَ اﻟَّﺘِﻲ ﺗُﻠْﻘِﻲ ﺑَﻴْﻦَ اﻟﻨَّﺎﺱِ اﻟْﻌَﺪَاﻭَﺓَ ﻭَاﻟْﺒَﻐْﻀَﺎءَ، ﻓَﺤَﺪَّﺛْﺖُ اﻟْﺤَﺴَﻦَ، ﻓَﻘَﺎﻝَ: ﺻَﺪَﻕَ ﻭَﻧَﺼَﺢَ، ﻓَﺤَﺪَّﺛْﺖُ ﺑِﻪِ ﺣَﻔْﺼَﺔَ ﺑِﻨْﺖَ -
- ﺳِﻴﺮِﻳﻦَ، ﻓَﻘَﺎﻟَﺖْ: ﻳَﺎ ﺑُﻨَﻲَّ ﺃَﻧْﺖَ ﺣَﺪَّﺛْﺖَ ﺑِﻬَﺬَا ﻣُﺤَﻤَّﺪًا؟ ﻗُﻠْﺖُ: ﻻَ، ﻗَﺎﻟَﺖْ: ﻓَﺤَﺪِّﺛْﻪُ ﺇِﺫًا.
.
تعليقات
إرسال تعليق